أرسلت أمانى عبد الوهاب تقول: منذ عشر أعوام وأنا أعانى ألمًا شديدًا، والبداية حدثت عندما تعرضت لحادث وعلى إثره تم كسر مفصل الفخذ، وتم تركيب مسمارين للتثبيت، وبعد إزالتهم تبين وجود خشونة بالمفصل، وبسبب هذه الخشونة إحساس بالألم الشديد من أول حركة لمفصل الفخذ، وبعد ثلاث سنوات تم تركيب لى غطاء مفصل صناعى لإزالة الألم، وبعد سنتين من تركيبة عاودنى الألم، ولكن ليس بسبب المفصل، ولكن بسبب الالتهابات الشديدة حول المفصل وبعمل مسح ذرى لأن المفصل مصنوع من المعدن لا يجوز عمل أشعة رنين أو مقطعية، فتم عمل مسح ذرى لكشف سبب الألم، مع العلم أن المفصل والعظام فى حالة ممتازة ولله الحمد، ولكن نتيجة المسح الذرى، وجدت التهابات شديدة حول المفصل، وقد أصابت العضلات والأربطة، وهذا هو سبب الألم، أرجو الإفادة؟
يجيب الدكتور أسامة حفنى، استشارى العلاج الطبيعى وعلاج السمنة قائلًا، استمرار الألم المزمن بعد عمليات استبدال مفصل الفخذ سواء كليًا أو جزئيًا من الأمور الشهيرة، والتى يعانى منها نسبة لا تقل عن 10% من المرضى والأسباب عديدة منها حدوث التهابات حول الأجزاء المعدنية الموجودة، وقد يعتاد المريض على الألم، ويعتاد على استخدام بعض المسكنات الخفيفة، حسب إرشادات الطبيب الذى يتابع حالة المريض، ولكن العلاج الطبيعى بعد العملية، وأيضا لعلاج الألم المزمن يلعب دورًا هامًا فى تخفيف هذه المعاناة، وأحب أن أؤكد أن الفحص فى عيادة العلاج الطبيعى هو مفتاح رئيسى لمعرفة أسباب وكيفية حل المشكلة.
ويبدأ أخصائى العلاج الطبيعى فى تقييم حالة المفصل لمعرفة هل المفصل يتحرك فى المدى الطبيعى فى كل الاتجاهات أم أن هناك قصورًا فى هذا المدى، ويبحث عندئذ فى أسباب هذا القصور، هل هو بسبب شد أو تقلص عضلى أم بسبب تيبس فى المفصل أم شد فى الأربطة وأغلفة المفصل، ويبحث أيضا فى مدى قوة العضلات وهل تعمل بتوازن أم لا، وأيضا يقيس طول الطرفين السفليين ليناقش هل هناك عدم تطابق فى الطول قد يسبب خللًا فى تحميل الوزن.
ومن الهام أيضا أن يحلل أخصائى العلاج الطبيعى خطوات المريض gait analysis ليعرف ما إذا كانت خطواته سليمة أم تحتاج إلى تعديل، وهذه نقطة هامة جدا، فطبيعة خطوات المشى تحدد بشكل كبير، القدر الذى يتحمله المفصل وأربطته، والعضلات العاملة عليه من جهد وحمل أثناء المشى، كما ينبغى أن يبحث أخصائى العلاج الطبيعى عن أى أسباب أخرى قد تكون مصدر الألم أو تكون سببًا فى تفاقمه كمشاكل فى أسفل الظهر، أو التهابات أو عدوى بكتيرية فى مكان آخر.
ويمكن التأكد من هذا السبب الأخير، بعمل تحليل دم بسيط يسمى سرعة ترسيب ESR، فإذا وجد مرتفعًا وجب البحث عن مصدر العدوى، وعمل مزرعة لمعرفة نوع المضاد الحيوى المطلوب لعلاج هذه العدوى البكتيرية، برنامج العلاج الطبيعى سيتضمن بعد هذا الفحص الدقيق لمجموعة من التمارين التى تتنوع حسب حاجة المريض من تمارين الإطالة، وتوسيع المدى الحركى إلى تمارين التقوية للعضلات وأيضا تمارين المشى، كما يمكن استخدام الكمادات الساخنة أو الباردة بحسب الحالة، واستخدام الليزر اسكانر LASER Scanner فى هذه الحالات قد يكون مفيدًا جدًا ويخفف الألم بشكل كبير.
الكاتب: سحر الشيمي
المصدر: موقع اليوم السابع